الاثنين، 5 أغسطس 2019

أشعر بأنني وحيد وأحتاج إلى صديق

لم ألتق باحد إلا وسألته : هل لديك صديق مقرب فعلا يشلركك همومك قبل أفراحك ، ويسارع إلى مساندتك عندما تحتاجه ؟ فيفكر مليا ويسترجع في ذهنه قائمة أصدقائه المقربين ، ويراجع موقف كل منهم معه .. ثم يرفع رأسه بتثاقل حزين ويقول : لا.
إن ما لاحظته في العلاقات هو أن هناك ما يجمع الأصدقاء معا ، سبب ما أو ظروف مشتركة ، مثلا : الفراغ .. فكل منهما لديه فراغ ومساحة كبيرة من الوقت ضائعة ، فيتشاركان معا في كيفية قضائها واستغلالها وغالبا ما تكون في أشياء تافهة ، كالسير بلا هدف أو الجلوس على مقهى وممارسة الألعاب ، أو الاستمتاع معا في ممارسات تذهب العقل وتضنع عالما وهميا من السعادة يعيشان فيه معا ، وإن طال بهم الأمد ، فإما أن يجد واحد منهم طريقا جديدا يشغله ويأخذ كل وقته ، فيشعر الطرف الآخر بالحزن وربما بالغيرة والحسد ، حتى وإن كان مقربا منه ، أو أن يجد الملل طريقه إلى تلك العلاقة .
أصبحت العلاقات هشة ومزيفة ، وإن كان كل واحد يقنع نفسه بأنها علاقة حميمة ، وأن فلان هو أكثر من أخ ، أو أن فلانة هي الوحيدة التي تفهمني ومعي في كل ظروفي ، وتتكشف الحقيقة آجلا او عاجلا لتثبت بأنها كانت علاقة هشة تنهار عند أول اختلاف رأي أو عند مواجهة أزمة ، ومن الممكن أن تنهار تلك العلاقة لسبب تافه .
وعندما ينفرد الشخص بنفسه - فتى أو فتاة ، رجل او سيدة - بغض النظر عن الأعمار والثقافات ، ويسأل نفسه : هل هو بالفعل يشعر بانه بمفرده في الحياة ؟ .. فلا أحد يفهمه حتى من يظن أنه صديقه المقرب ، وأنه أصبح يعيش في عالم خاص به وحده ، فتجد أغلبهم قد أصم أذنيه بسماعات الأذن المتصل بجهاز بث الموسيقى والأغاني أو الموبايل وغيرها من الأجهزة ، وأغلق عينيه بشاشات الموبايل والكمبيوتر والتابلت ، وأصبح عالمه وعلاقاته وصداقاته وأحلامه من خلال عالم افتراضي خيالي يجذبه ليلا ونهارا ، على تبك الشاشات ، فأضبح يقيم علاقات عاطفية وصداقات على صفحات مواقع التواصل ، وأضبح أصدقائه ومعارفه وعالمه هو كل من يستطيع إضافته إلى قائمته ، ويرتبط بهذا ويترك هذا ، وإن حاولت أن تخرجه من هذا العالم وتقنعه بأن هناك عالم حقيقي ينبض بالحياة ، تجده يرفض ذلك بشدة أو لا يستطيع الخلاص من هذا الإدمان الذي يتحول إلى حالة مرضية ، لأنه مل يجد من يستمع إليه بصدق وحب وإخلاص واقعي إلا ما يجده في هذا العالم الخيالي ، الذي يشاركه فيه كل من قتلت أحلامه وأصطدمت آماله بواقع قاسي. حتى أقرب الناس إليه سواء الأب أو الأم أو الإخوة أو الابناء ، أصبح كل منهم يبحث عن صديق .
وهنا .. أفتح هذه الصفحات (في هذا العالم الخيالي) لأستمع إليك كصديق وأهتم بك وبأحلامك ، لأنقلك بعدها إلى العالم الواقعي ، بعد أن أفكر معك (مهما كان عمرك أو ثقافتك أو جنسك) لحل جميع مشاكلك ، أو أن نجد الطريق المؤدي إلى حل تلك المشاكل ، وسأستمع إليك بكل تركيز ، ومعي كل من يدخل إلى هذه الصفحة لنتشارك معا في حل مشاكلنا معا ، والمشاكل الخاصة جدا التي لا يمكن نشرها على الملأ ، سأتقبلها على الخاص ، ليكون معك الصديق الذي تأمل في ان تجده ويكون معك ولك دائما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن قويا .. ولا تمض في حياتك بدون درع وسيف

لو تأملت في الحياة وكيف تمضي بنا وبتركيز ، ستجد أن نسير في حياتنا على حافة الخطر ، والكوارث تحيط بنا دائما كقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في ...