الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

إلى كل فتاة وإمرأة .. قلبك محطم ؟ يائسة ؟ محبطة ؟ .... فلنعالج ذلك

أنتي الآن تشعرين بحزين جارف ، ولا رغبة لكِ في التحدث إلى أي أحد ، أو تشعرين بأنك قلبكِ محطم تماما ، بل من الممكن أن يكون منسحقا ، أو أن الإحباط يملؤكِ واليأس أيضا لدرجة أنك تشعرين بمرارة في فمك ، وتعانين من كثير من المشاعر الفياضة غير الإيجابية والتي من الممكن أن تتسبب في إتخاذ قرارات غالبا ما تكون متسرعة وخاطئة ، وربما قد تؤدي إلى أحداث كارثية ، بالرغم من أنكِ لو تحملتي وصبرتي قليلا يكون عقلك قد استطاع تجاوز الحاجز الضخم الذي أقامته الأحاسيس والمشاعر السلبية والتي منعته من مزاولة نشاطه ، والآن .. فلنتعاون معا ، سأضع عقلي ليعمل مع مشاعرك وحالتك النفسية ، كالمريض الذي لا يقوى على التنفس فيضعون له جهاز تنفس اصطناعي حتى يتجاوز أزمته الصحية ، أو المريض الذي توقف قلبه فيتم تركيب قلب صناعي لينظم حركة الدم حتى يعود قلبه لوظيفته الطبيعية ، وفي حالتكِ فإن عقلك توقف خلف فيض أحاسيسك ، ولكن عقلي سيعمل بدلا منه حتى يعود عقلك إلى وظائفه الطبيعية.
(سنتناول بعض الحالات الشائعة كنماذج عامة ، وعلى الحالات المختلفة كتابة مشكلتها أو ما تعانيه إن كانت ترغب في مشاركة كل الصديقات والأصدقاء الزائرين للصفحة ، وإن كانت حساسة وشخصية جدا وتحتاج إلى رأي خاص فيمكنها الكتابة إلى الإيميل invest.thefuture@yahoo.com)

فلأجلس معكِ وبالورقة والقلم واستمع إليكِ جيدا ، وفيما يلي بعض أهم ما سمعت من بعض الفتيات والنساء:
لقد هجرني وحطم قلبي ،.. لقد ارتبط بأعز صديقاتي وخانني معها ، ... يقول عني أنني لست جميلة ، ... إنني لن أستطيع أن أعيش بدونه ، إنه حياتي كلها ، والهواء الذي اتنفسه ، إن هجرانه قد دمرني ودمر حياتي ، .. إنني مستعدة أن أغفر له كل شئ أو أتوسل إليه وأن أكون عبدته ، على ان يعود لي مرة أخرى ، .. أنا بدونه لا أسوى شيئا ، إنني أبكي ليلا ونهارا .

إن الحب أو الارتباط بأي شكل كلما مر عليه الزمن يصير أقوى وأصلب يوما بعد يوم ، وبالتالي يكون تحطمه أعنف من علاقة عابرة أو ارتباط قصير المدى ، فالأخير بندمل سريعا ولا يكون له أثر ، أما ذلك الذي رسخ وامتدت جذوره إلى عمق النفس واستحوذ على العقل على مر السنين ، يكون تأثر الانفصال والهجران قويا لدرجة تسحق القلب والمشاعر بالفعل ، ولكن ... إذا ما تعرض الإنسان للخطر فإنه - تلقائيا - يبحث عن أية وسيلة لإنقاذ نفسه من الهلاك ، ولا يستسلم أبدا لأن يتم القضاء عليه وتدميره ، فلنبحث الآن عن وسيلة مقنعة للإنقاذ والعودة إلى الحياة مرة أخرى بشخصية اقوى وأقدر على تحمل الصدمات ، ويكون ذلك في البداية بالدخول إلى النفس ذاتها والتي سنجدها هشة وضعيفة ومتشرخة ومستسلمة ، بالتأكيد سنرثو لها حالها ، ولنسأل في البداية : إلى أي مدى أحب هذه الإنسانة - التي هي أنتِ - التي لم التفت إليها وافكر فيها من قبل ؟ ، وستصدمك حقيقة أنكِ لم تلتفتي إليها من قبل وتهتمي بها إلا من أجل الآخرين ، ويجب أن تكون إجابتك صريحة ، هل بالفعل تحبين نفسك وتشفقين عليها ، أم أنك في حاجة ماسة إلى عمل مصالحة مع نفسك ومنحها حبك الذي تستحقه ؟ ، هذه الخطوة الأولى ، أن تتمكني من منح الحب لنفسك الذي سلبتيه منها وأعطيته لآخر الذي لم يقدر ثمنه وتكلفته ، وعندما تشعرين بانك بدأتِ في حب هذه الإنسانة الطيبة الحنونة العاطفية وتشعرين بانكِ تشفقين عليها ، تأتي الخطوة التالية : تلك الفتاة أو المرأة - التي هي أنتِ - هل لديها كرامة ؟ ولنفترض مثلا - إن لم يكن لديك ابن أو ابنة بعد - أن لديكِ طفلا ، واراد شخص ما أن يصفعه أو يهينه ، فإنكِ على الفور تتحولين إلى وحش كاسر يدمر هذا الشخص وكل ما حوله ، فما بالك بأقرب شئ إليك وهو نفسك وذاتك وشخصيتك ، ألا تستحق أن تدافعي عن كرامتها وتحميها من أقرب الناس لكِ ؟ إذن .. يجب أن تستحوذ عليكِ فكرة حماية كرامتك وشخصيتك من أي شخص - مهما كان - والذي لم يستطع أن يحمي كرامتك أو يحافظ عليها ، لأن الذي يحب بصدق يحمي من يحبه عاطفيا ومعنويا وماديا ، وهناك مثل شعبي يقول : من رادك ريِدُه - ومن طلب بعادك زِيدُه ، وهكذا تدركين أن من تركك لم يعرف قمتك وان يقدرها حق قدرها ، وبالتالي فهو لا يستحق منك سوى أن تلقيه بعيدا عن حياتك وانتِ الرابحة ، .. وبعد ذلك ، أيقظي غرورك ، فكل فتاة وإمراة في حاجة إلى قليل من الغرور تستخدمه كدرع يحميها من المتطفلين ، عندما تصلين إلى تلك المرحلة من التقييم والمعالجة الذاتية ، ستجدي ان حياتك بدأت تنساب تدريجيا بعيدا عن فلكه ومداره وبدأت شخصيتك وكرامتك وثقتك بنفسك تأخذ مدارا جديدا مستقلا ، وإن ظهر شخص آخر يعرف قدرك وقيمتك الحقيقية ، فبما اكتسبته من قوة جديدة سيكون هو مدارك ولن تكونِ انتِ في مداره ، وستكون لكِ القيادة وسيكون قلبكِ قد صار قويا وضد التحطم ، ولن تكوني عبدة لأحد (إلا لله سبحانه وتعالى) ولن تبكي بعد الآن.
أما عن الجمال ، فإنني أؤمن تماما بأنه لا توجد أنثى غير جميلة أو دميمة مهما كان شكلها في رأي العامة ، فكل أنثى .. هي انثى بالفعل ، لها جمالها الخاص ، ولها جاذبيتها وانوثتها الخاصة ، وفي جمالها سر لا يملك مفتاحه إلا من يستطيع الدخول إليها ، والأمثلة كثير ،فعليكِ الان - وبدون استخدام أية مساحيق او وسائل تجميل - الوقوف أمام المرآة وانظري لنفسكِ بعين جديدة ونظرة جديدة متفحصة ، وستجدي لديك علامات ومواطن جمال لم تكتشفيها من قبل ، وسترين كم انتِ جميلة ، وأن الله سبحانه وتعالى أعطاكِ كنوزا لم تريها من قبل ، وحرم منها أخريات ، ربما يكون لديك عينان جميلتان تستطيعين أن ترى بيهما النور بينما حرم منها أخرى ، أو لديك كذا وكذا وكذا ، أجمل واكمل من اخريات ... فلتثقي في جمالك وانوثتك ، والحمد لله على كل شئ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن قويا .. ولا تمض في حياتك بدون درع وسيف

لو تأملت في الحياة وكيف تمضي بنا وبتركيز ، ستجد أن نسير في حياتنا على حافة الخطر ، والكوارث تحيط بنا دائما كقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في ...