الأربعاء، 7 أغسطس 2019

داخلنا ... بئر الأسرار .. بين الكبت والإنفجار

بداخل كل منا بئر عميق تختزن فيه كل ما ترغب في إخفائه حتى عن نفسك ، وتعمل جاهدا على أن يظل غطائه محكما ، وإذا ما فكرت يوما في أن تفتحه ولو للحظة أو أن تخرج منه شيئا ، تشعر بالرعب ولا تقترب منه ، ...... فلنتعرف معا على هذا البئر ولنفكر معا ، هل هناك ضرورة لأن نفتحه يوما ما ، ... هل سنضطر يوما إلى ذلك ؟ ... أم أن حفاظنا عليه مغلقا – وبالرغم ما سيسببه لنا من ضيق وألم – هو ضرورة ملزمة لنا رغم أنوفنا ؟ ... هذا البئر كقلب المفاعل الذري ، يجب التعامل معه بإحتراس ، والحفاظ دائما على أن يبقى مستقرا ، وفي حالة سكون وثبات وبلا أي تفاعلات ، لأنه لو انفجر سيدمرنا ويدمر من حولنا ، فهذا البئر نلقي فيه بكل ما يثقل كاهلنا ونفوسنا ولا نفكر إطلاقا في أن نشرك أقرب الناس إلينا فيه وفيما يحويه ، والأمثلة على ذلك كثيرة – وهي لاتتعلق بالكاتب – مثال على ذلك ، أخاك الأكبر الذي تحبه وهو أقرب الناس إليك ورفيق عمرك يقع في حب فتاة كنت تتمناها ويرتبط بها ويصل الأمر للزواج ، أو أن يرتبط بفتاة تمقتها ولا تتقبلها .. بل يصل بك الأمر إلى تخيل التخلص منها ، وبالتالي .. لا يمكنك أن تصرح بما في داخلك ، وتحمل تلك المشاعر والأفكار لتلقي بها في البئر ، .. وأخرى فُرض عليها الزواج من شخص كانت تعتقد أن العِـشرة ستولد الحب بينهما ، فإذا به أسوأ شخص يمكن أن تلتقيه بحياتها ، ولكن من أجل حماية لأولادها فإنها تضحي بأحلامها وطموحاتها وأملها في حياة هادئة مستقرة وتتحمل أعباء وتصرفات قد لا يتحملها شخص آخر ، وقد ترى من شريك حياتها الذي فرض عليها ، عيوبا تخجل من أن تفصح بها لأهلها أو لصديقاتها ، أو أن يكون سلوكه المشين يمكن أن يشوه صورته كأب يأخذه الأولاد مثالا يحتذى به ... إذا ما رأته صدفة جالسا إلى شبكة الانترنت يغازل الفتيات بشكل مهين أو يدمن أشياء مرفوضة أخلاقيا واجتماعيا .
وهذا آخر .. رأي رئيسه في العمل ، الذي يحترمه ويعتبره قدوة رائعة ومثالية في الإدارة والأداء ... يراه بالصدفة في مشهد مثير مع إحدى العاملات ، ويشعر بهذا الصرح الفخم الضخم الذي صنعه له يتفتت ويتهشم ، ولكنه يحفظ السر ويحاول أن يطمسه من ذاكرته ... ويفتح البئر ويلقي فيه بهذا الحمل الثقيل ... وهكذا، كم من أحمال نلقي بها في هذا البئر ولا نستطيع أن نفتحه ، ولا نريد له أن ينفجر .... ونادرا ما نجد الضعيف من الناس يصعب عليه التحكم في بئره فينفجر ، ويدمر نفسه وكل من حوله .... حتى أن بعض جرحاه يطلقون عليه لقب (مجنون). فلنترك هذا البئر مغلقا دائما ولا يفتح للخارج ، بل يفتح للداخل ليتلقى مزيدا من مخزوننا الذي نريد أن نتخلص منه بالحفظ في مكان بعيد ، لأن الذاكرة لن تستطيع التخلص منه للأبد ، ولكننا نطبق قانون الإهمال والإستعمال - الذي وضعه لامارك في علم التطور - حيث أنه بالإهمال المتعمد يمكن أن يضمر وينزوي ، ونتحاشي استعماله حفاظا لنا وعلى علاقتنا بالآخرين ... فنحن بشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كن قويا .. ولا تمض في حياتك بدون درع وسيف

لو تأملت في الحياة وكيف تمضي بنا وبتركيز ، ستجد أن نسير في حياتنا على حافة الخطر ، والكوارث تحيط بنا دائما كقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في ...